من يلتحق قبل أن يطوى الطريق ؟!



المقاومة لا تُطلق رصاصها على الصهاينة فحسب، بل تهدم صنمية الوهم، وتنسف عروش الخنوع، وتفضح من حوّل الخيانة إلى مشروع سياسي، والانكسار إلى منهج تفكير. غزّة لا تنفجر من أجل ترابها وحده، بل تنهض بعبء أمة أُسقطت رايتها بين أنياب الغزاة وسُيّجت خريطتها بأقلام المنافقين.



في  #غزة  تُكتَب بلاغة الخلاص لا على الورق، بل على لحم الحقيقة النازف. هناك، تُسفك الدماء لتسقط أقنعة الشعارات، وتُدفن حفلات الغثاء تحت ركام المعركة. لا فتاوى التعليب، ولا خطب التدوير، تصمد أمام صوتٍ ينبثق من خان يونس، لا يعرف المجاملة، يهزّ سكون العقول كما يهدم قلاع العدوّ.

وفي  #السويداء  لم يكن زحف العشائر إليها تمرينَ قوة، بل بيانُ كرامة. جاءوا لا يطلبون سلطة ولا يساومون على وحدة، بل ليغلقوا بوابةً فتحها وكلاء تل أبيب في خاصرة الشام. رفعوا الصوت بلا خطابة؛ هنا لا تُغرس راية صهيونية، ولا تُقسم الأرض باسم حكم ذاتي، ولا يُساوم على الهوية بحفنة شعارات دخيلة.

المعركة اليوم ليست على تخوم الحدود، بل تنخر الجذر العميق، في سلالةٍ يراد اجتثاثها من ذاكرة الأمة. ذاكرةٌ يُراد لها أن تستقيل من بغداد، وتخجل من القدس، وتتبرّأ من غزة.

من شاء النجاة، فليستعد لصعود سفينة المقاومة، فهي لا تنتظر متخلفًا، ولا تلتفت للحيارى. أما من اختار الصمت، فليتهيأ لابتلاع لسانه مع آخر تراب يُهال عليه. فزمن الحسين لم يُطوَ، وعبد الله بن الزبير لم يُسلّم. وكلّ من رفع سلاحه خالصًا لله، لا يبيع دمه لحزب ولا يسوّق نصره لراية غير الحق، ذاك هو ابن النبوّة، ولو خرج من صحراء حوران، أو نادى من زقاق جباليا.