بين تجويع غزة وتخمة الخليج

تأثير كبد الأوز المسمّن: بين تجويع غزة وتخمة الخليج

غزة تقاوم التجويع بينما الخليج يعيش وفرة أشبه بكبد الأوز المسمّن
غزة تقاوم التجويع بينما الخليج يعيش وفرة أشبه بكبد الأوز المسمّن

منذ عامين وغزة تُطوَّق بالتجويع الذي اتخذته إسرائيل رأس حربة في مشروعها الإبادي. جُوِّع أهلها كي تنكسر إرادتهم، وحيل بينهم وبين ضروريات العيش ليذعنوا لسطوة العدو. ومع ذلك، ثبتت #غزة، وواجهت بالدم والصلابة، حتى غدت مثالًا على أن المقاومة تنبع من أعماق الجوع كما تنبع من فائض القوة.

التجويع كسلاح لكسر الإرادة

اعتمد الاحتلال سياسة التجويع لإخضاع أهل غزة، محاولًا جعل الحرمان وسيلة لإضعاف المقاومة. لكن ما حدث كان العكس؛ إذ تحولت المعاناة إلى وقود يصنع الإرادة، ويثبت أن الحرية لا تُصادر حتى تحت أقسى الظروف.

تأثير التخمة الخليجية

وعلى مقربة من هذا المشهد، تُغذّى دول الخليج بتدفقات مالية واستثمارات متلاحقة، حتى غدت أسواقها في صورة المتخم الذي تضخمت معدته قسرًا. في حالة أشبه ما تكون بتأثير كبد الأوز المسمّن؛ انتفاخ لا يقوم على قاعدة متينة، ووفرة قد تخفي وراءها هشاشة البنيان.

مشروع السيطرة: الحرمان والفيض

التجويع أداة لكسر الإرادة، والتخمة أداة لترويضها. كلاهما جزء من مشروع واحد يروم إحكام القبضة على المنطقة، مرة بالحرمان ومرة بالفيض؛ ليبقى القرار مرهونًا بغير أصحابه.

الدروس والعِبر

تجربة غزة تُثبت أن المقاومة قادرة على تحويل الحرمان إلى طاقة فاعلة. أما التجربة الخليجية فتطرح سؤالًا على الضمير الجمعي: هل تصنع الوفرة السيادة أم تستدرج إلى التبعية؟

إن هذا السؤال هو الفارق بين ثراء يرسخ الاستقلال، وثراء يتحول إلى أداة استلاب.

الكلمات المفتاحية: غزة، المقاومة، شام أنس الشريف، خان يونس، التجويع، المساعدات، المفاوضات