فرضيتان في النظر إلى الإنسان: القهر أم الكرامة؟

يرتكز المشروع الصهيوني على فرضية القهر؛ إذ ينظر إلى الإنسان ككائن لا يتحرك إلا بالإكراه، ولا ينضبط إلا بالقوة، ويُختزل وجوده في جسد يمكن إخضاعه عبر الحصار والتجويع والقصف.
إنها رؤية تُحيل الإنسان إلى موضوع للسيطرة، وتعتبر حريته خطرًا ينبغي مصادرته.
المقاومة وفرضية الكرامة
في المقابل، تبني المقاومة الفلسطينية وجودها على فرضية الكرامة؛ ترى أن الإنسان أصلٌ في الفعل، قابل للمشاركة، مستعد للبذل، تتضاعف طاقته حين يُحاط بالثقة، ويتحول إلى قوة جامعة حين يرتبط بمعنى يتجاوز ذاته الفردية.
نتائج الفرضيتين
- المشروع الصهيوني يُنتج أنماطًا من الحكم قائمة على القمع ومصادرة الوعي واستنزاف الإمكانات.
- المقاومة تُنتج قيادة تُحرّك الوعي الجمعي، وتفتح المجال أمام المشاركة، وتحوّل المجتمع إلى كتلة متماسكة لا تنكسر.
غزة اليوم: المحكّ الحقيقي
غزة اليوم هي المحكّ. فالمحتل يراهن على أن الضغط الاقتصادي والهدم الممنهج كفيلان بإسقاط الإرادة. لكن الواقع يكشف عكس ذلك؛ الوعي يتسع تحت الحصار، والشجاعة تنمو في قلب الخطر، والمجتمع يعيد إنتاج نفسه في أقسى الظروف.
الخلاصة
الفارق يظهر بجلاء؛ مشروع صهيوني قائم على القهر، لا يورث سوى الخراب. ومقاومة قائمة على الكرامة، تفتح أفق الاستمرار وتبقي جذوة الحياة.
والسؤال الذي يواجه الضمير: هل نرى الإنسان كما يريده المشروع الصهيوني عبدًا للسوط، أم كما تراه المقاومة شريكًا في الحرية والكرامة؟
كلمات مفتاحية: غزة، المقاومة، خان يونس، جباليا، الشجاعية، التجويع، المساعدات، شمال غزة.